فصل: باب ما ذكر من رحلة أبي زرعة في طلب العلم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجرح والتعديل (نسخة منقحة)



.باب ما ذكر من طهارة خلق أبي زرعة:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول كنت اتولى الانتخاب على أبي الوليد وكنت لا انتخب ما سمعت من أبي الوليد قديما فترى قال أبو زرعة يوما اكتب حديثا معادا بسببى وما سمع تلك الأحاديث التي تركتها على العمد الا بعد خروجى ولو كنت انا بدله ما كنت اصبر ان ادع جياد حديثه ولا اسمع منه فلما تيسر لي الخروج من البصرة قلت لأبى زرعة تخرج فقال لا انك تركت أحاديث من حديث أبي الوليد مما كتبت منه سمعت منه قديما فكرهت أن أسأل في شيء يكون عليك معادا فانا أقيم بعدك حتى اسمع.

.باب ما ذكر من كثرة علم أبي زرعة:

حدثنا عبد الرحمن قال قلت لأبي زرعة رحمه الله تحزر ما كتبت عن إبراهيم بن موسى مائة ألف حديث قال مائة ألف كثير قلت فخمسين الفا قال نعم وستين الفا وسبعين الفا أخبرني من عد كتاب الوضوء والصلاة فبلغ ثمانية عشر ألف حديث حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول لزمنا إبراهيم بن موسى ثماني سنين من سنة أربع عشرة في آخرها إلى سنة اثنتين وعشرين حتى خرجت إلى مكة في رمضان حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول كتبت بالري قبل ان اخرج إلى العراق عن نحو ثلاثين شيخا منهم عبد الله بن الجراح وعبد العزيز بن المغيرة وعبد الصمد بن حسان وجعفر بن عيسى وبشر بن يزيد وسلمة بن بشير وعبيد بن إسحاق وذكر شيوخا كثيرة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول كتبت عن أبي سلمة التبوذكي عشرة آلاف حديث اما حديث حماد بن سلمة فعشرة آلاف حديث وكنا نظن انه يقرأ كما كان يقرأ قديما فاستكتبنا الكثير ومات فبقي علينا شيء نحو قوصرة فوهبت لقوم بالبصرة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول نظرت في نحو من ثمانين ألف حديث من حديث بن وهب بمصر وفى غير مصر ما اعلم انى أيت له حديثا لا أصل له.

.باب ما ذكر من معرفة أبي زرعة بعلل الحديث وبصحيحه من سقيمه:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وكيع
عن مسعر عن عاصم بن عبيد الله قال رأيت بن عمر يهرول إلى المسجد فقال أبو زرعة فقلت له مسعر لم يرو عن عاصم بن عبيد الله شيئا إنما هذا سفيان عن عاصم فلج فيه قال فدخل بيته فطلبه فرجع فقال غيروه هو عن سفيان قال أبو محمد رأيت في كتاب كتبه عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برستة من أصبهان إلى أبي زرعة بخطه وانى كنت رويت عندكم عن بن مهدى عن سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال أبردوا بالظهر فان شدة الحر من فيح جهنم فقلت هذا غلط الناس يروون عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فوقع ذلك من قولك في نفسي فلم أكن أنساه حتى قدمت ونظرت في الأصل فإذا هو عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فان خف عليك فأعلم أبا حاتم عفاه الله ومن سألك من أصحابنا فإنك في ذلك مأجور ان شاء الله والعار خير من النار حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول أتينا أبا عمر الحوضى وقد دخل قوم عليه وهو يحدثهم وانا وأبو حاتم وجماعة منا خارج نتسمع فوقع في مسامعنا وهو يقول حدثنا جرير بن حازم عن مجالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم انى مكاثر بكم الأمم فصحنا من وراء الباب فقلنا يا أبا عمر
هذا عن جابر فقال صدقتم صدقتم ادخلوا حدثنا عبد الرحمن قال حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم والفضل بن العباس المعروف بالصائغ فجرى بينهم مذاكرة فذكر محمد بن مسلم حديثا فأنكر فضل الصائغ فقال با أبا عبد الله ليس هكذا هو فقال كيف هو فذكر رواية أخرى فقال محمد بن مسلم بل الصحيح ما قلت والخطأ ما قلت قال فضل فأبو زرعة الحاكم بيننا فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة أيش تقول أين المخطىء فسكت أبو زرعة ولم يجب فقال محمد بن مسلم مالك سكت تكلم فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم وقال لا اعرف لسكوتك معنى ان كنت انا المخطىء فأخبر وان كان هو المخطىء فأخبر فقال هاتوا أبا القاسم بن اخى فدعى به فقال اذهب وادخل بيت الكتب فدع القمطر الأول والقمطر الثاني والقمطر الثالث وعد ستة عشر جزءا وائتنى بالجزء السابع عشر فذهب فجاء بالدفتر فدفعه اليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق واخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم فقال نعم غلطنا فكان ماذا حدثنا عبد الرحمن قال قيل لأبي زرعة بلغنا عنك انك قلت لم ار أحدا احفظ من بن أبي شيبة فقال نعم في الحفظ ولكن في الحديث كأنه لم يحمده فقال روى مرة حديث حذيفة في الإزار فقال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي معلى عن حذيفة فقلت له إنما هو أبو إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة وذاك الذي ذكرت
عن أبي إسحاق عن أبي المعلى عن حذيفة قال كنت ذرب اللسان فبقي فقلت للوراق أحضرو المسند فأتوا بمسند حذيفة فاصابه كما قلت حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول كنا عند أبي بكر بن أبي شيبة ومعنا كليجة فقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن أنس انه قال يتبع الميت ثلاث فقال كليجة هو عن عبيد الله بن أبي بكر فقال عن عبيد الله بن أبي بكر فقلت يا أبا بكر تركت الصواب وتلقنت الخطأ إنما روى هو عن عبد الله بن أبي بكر وسفيان لم يلق عبيد الله بن أبي بكر فقال لقننى هذا فقلت كلما لقنك هذا تريد أن تقبله حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة مرة عن وكيع عن مسعر عن عاصم بن عبيد الله قال رأيت سالما توضأ مرة فقلت إنما هو وكيع عن سفيان فقال لا حدثنا وكيع عن مسعر عن عاصم بن عبيد الله فقلت ليس هذا من حديث مسعر حدثنا أبو نعيم ومحمد بن كثير عن سفيان عن عاصم ولم يسمع مسعر من عاصم بن عبيد الله شيئا فقال بلى مسعر عن عاصم عن الشعبي فقلت هذا عاصم وذكر عاصما آخر إنما قلت لك عاصم بن عبيد الله لم يسمع مسعر منه شيئا فسكت فلما كان بالعشي قال قد أصبته هو كما قلت أنت حدثنا وكيع والفضل بن دكين عن سفيان وقال له رجل يوما يا أبا بكر منذ قدم أبو زرعة صحح لنا سبعين حديثا فخجل ثم قال أبو زرعة يكون مثل هذا كثير هذا على بن المديني ذاكر بباب لعبد الرحمن بن مهدى في التسليم واحدة وعبد الرحمن كان له في هذا باب فقال على هذا كله كذب فلما كان بعد أيام روى الباب عن عبد الرحمن.

.باب ما ذكر من فراسة عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي في أبي زرعة وهو صغير:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول ذهب بي أبي إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي فلما رأيته نفرت من هيبته فتقدم أبي إليه فسلم عليه وقعد بجنبه فلم أزل ادنوا وانظر اليه ولا اجسر من الهيبة ان ادنو منه فلما رآني اتقدم قال لأبى من هذا قال هذا ابنى قال ادعوه فدعانى فجئت حتى دنوت من أبي فقال لي عبد الرحمن ادن منى وانا ادنو شيئا بعد شيء فلم يزل يقول ادن حتى دنوته فاظنه اقعدنى على فخذه أو اقعدنى بجنبه فقال لي أرخج يدك فأخرجت يدي فنظر إلى شقوق في باطن اصابعى فتفرس في فقال لأبى ان ابنك هذا سيكون له شان ويحفظ القرآن والعلم وذكر أشياء.

.باب ما ذكر من رحلة أبي زرعة في طلب العلم:

حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة في اى سنة كتبتم عن أبي نعيم قال في سنة أربع عشرة ومائتين ومات في سنة ثماني عشرة ومائتين حدثنا عبد الرحمن
قال سمعت أبا زرعة يقول خرجت من الري المرة الثانية سنة سبع وعشرين ومائتين ورجعت سنة اثنتين وثلاثين في أولها بدأت فحججت ثم خرجت إلى مصر فاقمت بمصر خمسة عشر شهرا وكنت عزمت في بدر قدومى مصر أنى أقل المقام بها فلما رأيت كثرة العلم بها وكثرة الاستفادة عزمت على المقام ولم أكن عزمت على سماع كتب الشافعي فلما عزمت على المقام وجهت إلى اعرف رجل بمصر بكتب الشافعي فقبلتها منه بثمانين درهما ان يكتبها كلها واعطيته الكاغذ وكنت حملت معي ثوبين ديبقيين لأقطعهما لنفسى فلما عزمت على كتابتها أمرت ببيعها فبيعا بستين درهما واشتريت مائة ورقة كاغذ بعشرة دراهم كتبت فيها كتب الشافعي ثم خرجت إلى الشام فأقمت بها ما أقمت ثم خرجت إلى الجزيرة واقمت ما أقمت ثم رجعت إلى بغداد سنة ثلاثين في آخرها ورجعت إلى الكوفة واقمت بها ما أقمت وقدمت البصرة فكتبت بها عن شيبان وعبد الأعلى حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن عوف يقول كان أبو زرعة عندنا بحمص سنة ثلاثين ومائتين حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول أقمت في خرجت الثالثة بالشام والعراق ومصر أربع سنين وستة اشهر فما اعلم انى طبخت فيها قدرا بيد نفسي.

.باب ما ذكر من جلالة أبي زرعة عند العلماء:

حدثنا عبد الرحمن نا الحسن بن أحمد بن الليث قال سمعت أحمد بن حنبل وسأله رجل فقال بالري شاب يقال له أبو زرعة فغضب أحمد وقال تقول شاب كالمنكر عليه ثم رفع يديه وجعل يدعو الله عز وجل لأبى زرعة ويقول اللهم انصره على من بغى عليه اللهم عافه اللهم ادفع عنه البلاء اللهم اللهم في دعاء كثير قال الحسن فلما قدمت حكيت ذلك لأبى زرعة وحملت اليه دعاء أحمد بن حنبل له وكنت كتبته عنه فكتبه أبو زرعة وقال لي أبو زرعة ما وقعت في بلية فذكرت دعاء أحمد الا ظننت ان الله عز وجل يفرج بدعائه عنى حدثنا عبد الرحمن قال رأيت في كتاب عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني المعروف برستة من أصبهان إلى أبي زررعة بخطه اعلم رحمك الله انى ما أكاد انساك في الدعاء لك ليلي ونهارى ان يمتع المسلمون بطول بقائك فإنه لا يزال الناس بخير ما بقى من يعرف العلم وحقه من باطله ولولا ذاك لذهب العلم وصار الناس إلى الجهل وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يحمل هذا العلم من كل خلف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وقد جعلك الله منهم فاحمد الله على ذلك فقد وجب لله عز وجل عليك الشكر في ذلك حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول أردت الخروج من
مصر فجئت لأودع يحيى بن عبد الله بن بكير فقلت تأمر بشيء قال أخلف الله علينا بخير حدثنا عبد الرحمن نا أبو زرعة قال سمعت إبراهيم بن موسى يقول لي اجدمنك ريح الولد حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم يقول بعد وفاة أبي زرعة بنحو من شهرين يقول مافاتنى الدعاء لأبي زرعة في شيء من صلوات الفرائض منذ مات أبو زرعة الاامس فانى كنت في التشهد فدخل على بعض الناس فاشتغل به قلبي فنسيت الدعاء ثم دعوت له بعد ما صليت قيل له ويجوز الدعاء في الفرائض قال نعم انا ادعو لأبى زرعة واسميه في صلواتى حدثنا عبد الرحمن قال كتب إلى أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي قال ما أحد أحب إلى ان أراه من أبي زرعة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول كتب إلى إسحاق بن راهويه لا يهولنك الباطل فان للباطل جولة ثم يتلاشى حدثنا عبد الرحمن قال قلت لأبى زرعة كتب إليك حين حدثت قال نعم لم أكن انبسطت في مكاشفة القوم حينئذ حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول ذكرت لأحمد بن حنبل حديث أبي داود عن بشر بن الفضل عن أبيه عن خالد الحذاء عن أنس بن سيرين عن أبي يحيى عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يباشر الرجل الرجل الا وهما زانيان ولا تباشر المرأة المرأة الا وهما زانيتان فقال لي أحمد بن حنبل من بشر هذا قلت رأيت المصريين يحدثون
عن بشر هذا فقال أحمد كأن هذا الشيخ بصرى وقع إليهم حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول لما أتيت محمد بن عائذ وكان رجلا جافيا ومعي جماعة فرفع صوته فقال من أين أنتم قلنا من بلدان مختلفة من خراسان من الري من كذا وكذا قال أنتم أمثل من أهل العراق قال ما تريدون ورفع صوته قلنا شيئا من حديث يحيى بن حمزة فلم أزل ارفق به واداريه حتى حدثني بما معي ثم قال خذ الكتاب فانظر فيه فأعطانى كتابه فنظرت فيه وكتبت منه أحاديث ثم قال خذ الكتاب فاذهب به معك قال أبو زرعة فدعوت له وشكرته على ما فعل قلت انا أجل كتابك عن حمله وانا اصيب نسخة هذا عند أصحابنا فذهبت وأخذت من بعض أصحاب الحديث فنسخته على الوجه وسألته كتاب الهيثم بن حميد فأخرج إلى جزءا عن الهيثم بن حميد وكان عند هشام بن عمار عن الهيثم بن حميد شيء يسير فأخرج هو جزءا عن الهيثم فاستغنمته وكتبته على الوجه وسألته كتاب الفتن عن الوليد بن مسلم فأجابنى وتعجب الدمشقيون مما يفعل بي ونسخت كتاب الفتن فأتيته مع رفقائى فقال إنما اجبتك ولم أجب هؤلاء إنما اجبتك ولم أجب هؤلاء فلم أزل ارافق به واداريه حتى حدثنا به وسمعوا معي حدثنا عبد الرحمن قال سمعنا أبا زرعة يقول دفع إلى أحمد بن حنبل جزئين فنظرت فإذا أحاديث المعتمر بن سليمان وبشر
بن المفضل أحاديث قد كتبتها عن غيري فأقبلت اتفكر وانظر اليه فأقول مرة أكتبه وأقول مرة قد سمعتها من غيره فأقبلت أتفكر وأنظر إليه فأقول مرة اكتبه وأقول مرة قد سمعتها من غيره لا أكتبه ففطن رحمه الله فقال أراك سمعتها من غيرنا قلت نعم قال عمن كتبتها فقلت عن مسدد فقال مسدد ثقة اصفح فصفحت فرأيت أحاديث حسانا عن غندر وغيره وقال أحاديث خالد بن ذكوان عن الربيع عمن كتبتها قلت عن مسدد حدثنا عبد الرحمن قال قرأت كتاب إسحاق بن راهويه إلى أبي زرعة بخطه اعلم ابقاك الله انى كنت اسمع من إخواننا القادمين علينا ومن غيرهم حالك وما أنت عليه من العلم والحفظ فأسر بذلك وانى ازداد بك كل يوم سرورا فالحمد لله الذي جعلك ممن يحفظ سنته وهو من أعظم ما يحتاج اليه الطالب اليوم وأحمد بن إبراهيم لا يزال في ذكرك بالجميل حتى يكاد يفرط حبا لك وان لم يكن فيك بحمد الله افراط حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول كتب إلى أبو ثور فقال في كتابه كان الأمر قديما أمر أصحابك يعنى في التفقه حتى نشأ قوم فاشتغلوا بعدد الأحاديث وتركوا التفقه قال وسمعت أبا زرعة يقول وقد عاد قوم في التفقه وهو الأصل حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة وقت له أخبرت انه قرأ عليك الربيع بالليل فقال ما سمعت منه بالليل الا مجلسا واحدا رافقنى رجل فلما تهيأ خروجى امتنع من الخروج قلت مالك قال قد بقى على شيء من كتب الشافعي وكان قد سمع كتب الشافعي من حرملة فقلت لرفيقى ترضى ان يقرأ عليك الربيع قال نعم قال أبو زرعة فلقيت الربيع فأخبرته بالقصة وسألته ان يجيئنا ليلا فيقرأ على رفيقى ما بقى عليه فجاءنا ليلا فقرأ علينا قلت أخبرت ان الربيع قرأها عليك في أربعين يوما قال لا يا بنى إنما كنت اسمع منه في وقت اتفرغ فيه اليه وكنت آخذ ميعاده في مسجد الجامع فربما أبطأت عليه وربما لم اجىء فلا ينصرف فيقول إذا لم يمكنك المجيء فاكتب على الإسطوانة حتى أمضى حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم يقول انا احقر في نفسي من أن ينزلنى الله عز وجل منزلة أبي زرعة حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبو زرعة يقول قال لنا أبو الوليد الطيالسي إذا كان عندنا قوم فلا تستأذنوا فليس عليكم حجاب وربما دخلنا عليه وهو يأكل فيشدد علينا أن كلوا.

.باب ما في ظهر لأبى زرعة من سيد عمله عند وفاته:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق بينه في النزع فقلت لمحمد بن مسلم ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله فقال محمد بن مسلم يروى عن معاذ بن جبل فمن قبل ان يستتم رفع أبو زرعة رأسه وهو في النزع فقال روى عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة فصار البيت ضجة ببكاء من حضر حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أحمد بن إسماعيل بن عم أبي زرعة يقول سمعت أبا زرعة يقول في مرضه الذي مات فيه اللهم انى أشتاق إلى رؤيتك فان قال لي باى عمل اشتقت إلى قلت برحمتك يا رب.

.باب مارئى لأبى زرعة من الرؤيا قبل وفاته وبعدها:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت محمد بن مسلم يقول رأيت أبا زرعة رحمه الله في المنام فقلت ما فعل بك ربك فقال قربنى وادنانى وقربنى وادنانى حتى هكذا واومأ بيده ثم قال لي يا عبيد الله تدرعت بالكلام قلت لأنهم حاولوا دينك قال أللحقوه بأبي عبد الله وأبى عبد الله وأبى عبد الله قال محمد بن مسلم فوقع في نفسي في النوم ان أبا عبد الله سفيان الثوري وان أبا عبد الله مالك بن أنس وان أبا عبد الله أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول رأيت في المنام كأن على ثوب برد له خطوط دقاق قال أبو محمد تعبيره ان يشتهر فاشتهر بالخير والعلم حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة في سنة اثنتين وستين ومائتين يقول كنت منذ سنين نحو عشرين سنة ربما خطر ببالى تقصيرى وتقصير الناس في الأعمال في النوافل والحج والصيام والجهاد فكثر ذلك في قلبي فرأيت ليلة فيما يرى النائم كأن آتيا اتاني فضرب يده بين كتفى فقال قد اكثرت من العبادة وأي عبادة أفضل من الصلوات الخمس في جماعة.

.باب ما ذكر من بد ومكاشفة أبي زرعة لأهل الرأي واظهاره السنين ومقاساته أذى القوم:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول قال لي أبو جعفر الجمال ما لهم يعنى أصحاب الرأي سواك حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول ما رغبت قط في سكنى الري وما كاشفت القوم وانا أريد مزاحمتهم في دنيا ولا مال ولا في ضيعة وقلت في نفسي انا لست براغب في شيء من هذا فأقاسى إظهار السنن فان كان كون خرجت وهربت إلى طرطوس حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول قال لي السرى بن معاذ لو أنى قبلت لأعطيت مائة ألف درهم قبل الليل فيك وفى بن مسلم من غير أن احبسكم ولا اضربكم أكثر من ان امنعكم من التحديث حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول وقلت له انهم كانوا يقولون ان رجلا بصريا يحمل إليك الكلام الذي ترويه في بن مقاتل فقال يفرغ بن مقاتل من مجلسه يوم الجمعة إلى قرب المغرب وأرد عليه من الغد بكرة من وضع لي وددت انى كنت أرى في ذلك الوقت الذي دفع إلى ما روى في مجلسه رجلا.

.باب ما ذكر من زهد أبي زرعة وظلف نفسه عن الدنيا:

حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول لو كان لي صحة بدن على ما أريد كنت أتصدق بمالى كله واخرج إلى طرسوس أو إلى ثغر من الثغور وآكل من المباحات والزمها ثم قال انى لألبس الثياب لكن إذا نظر إلى الناس لا يقولون قد ترك أبو زرعة الدنيا ولبس الثياب الدون وانى لآكل ما يقدم إلى من الطيبات والحلواء لكى لا يقول الناس ان أبا زرعة لا يأكل الطيبات لزهده وانى لآكل الشيء الطيب وما مجراه عندي ومجرى غير من الأدم إلا واحد وألبس الثياب الجياد ودونه من الثياب عندي واحد لأن جميعا يعملان عملا واحدا ومن أحب ان يسلم من لبسه الثياب يلبسه لستر عورته فإنه إذا نوى هذا ولم ينو غيره سلم حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول كنت فيما مضى وانا صحيح وربما اخذتنى الحمى فاضعف واجد لذلك ألما وأنا اليوم ربما حممت وربما لم أحم فلا أجد لشيء مما أنا فيه ألما اظن في نفسي انه كذا ينبغي ان يكون حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبا زرعة يقول اعلم ان عمى إسماعيل طبخ قدرا بقرية روده وبوسته مغمى فقال لي ألق فيه شيئا من الملح فأخذت كفا من الملح وألقيت فيه فصار القدر كله مرا ولم يذق أحد منا منه فقيل لي لم القيت كثرة هذا الملح في هذا فقلت لهم لم توقتوا لي فيه شيئا ولم أدر كم ألقى فيها قال أبو زرعة دخلت مرة البيت فنظرت فإذا قنينة فيها دهن شيرج فنظرت اليه فظننت انه فقاع فأخذت القدح فصببت منه حتى قيل لي هذا دهن فنظرت فإذا هو دهن.

.أبو حاتم الرازي:

ومن العلماء الجهابذة النقاد من الطبقة الرابعة من أهل الري أبي أبو حاتم رحمه الله.
باب ما ذكر من معرفة أبي رحمه الله بصحة الحديث وسقيمه حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي رحمه الله يقول جاءني رجل من جلة أصحاب الرأي من أهل الفهم منهم ومعه دفتر فعرضه على فقلت في بعضها هذا حديث خطأ قد دخل لصاحبه حديث في حديث وقلت في بعضه هذا حديث باطل وقلت في بعضه هذا حديث منكر وقلت في بعضه هذا حديث كذب وسائر ذلك أحاديث صحاح فقال من أين علمت أن هذا خطأ وان هذا باطل وأن هذا كذب أخبرك راوي هذا الكتاب بأنى غلطت وانى كذبت في حديث كذا فقلت لا ما أدري هذا الجزء من رواية من هو غير أنى اعلم ان هذا خطأ
وان هذا الحديث باطل وان هذا الحديث كذب فقال تدعى الغيب قال قلت ما هذا ادعاء الغيب قال فما الدليل على ما تقول قلت سل عما قلت من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمت انا لم نجازف ولم نقله الا بفهم قال من هو الذي يحسن مثل ما تحسن قلت أبو زرعة قال ويقول أبو زرعة مثل ما قلت قلت نعم قال هذا عجب فأخذ فكتب في كاغذ الفاظى في تلك الأحاديث ثم رجع إلى وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبا زرعة في تلك الأحاديث فما قلت انه باطل قال أبو زرعة هو كذب قلت الكذب والباطل واحد وما قلت انه كذب قال أبو زرعة هو باطل وما قلت انه منكر قال هو منكر كما قلت وما قلت انه صحاح قال أبو زرعة هو صحاح فقال ما اعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما فقلت فقد ذلك انا لم نجازف وانما قلناه بعلم ومعرفة قد اوتينا والدليل على صحة ما نقوله بان دينار نبهرجا يحمل إلى الناقد فيقول هذا دينار نبهرج ويقول لدينار هو جيد فان قيل له من أين قلت ان هذا نبهرج هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار قال لا فان قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه انى بهرجت هذا الدينار قال لا قيل فمن أين قلت ان هذا نبهرج قال علما رزقت وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك قلت له فتحمل فص ياقوت إلى واحد من البصراء من الجوهريين فيقول هذا زجاج ويقول لمثله هذا ياقوت فان قيل له من أين علمت ان هذا زجاج وان هذا ياقوت هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج
قال لا قيل له فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجا قال لا قال فمن أين علمت قال هذا علم رزقت وكذلك نحن رزقنا علما لا يتهيأ لنا ان نخبرك كيف علمنا بان هذا الحديث كذب وهذا حديث منكر الا بما نعرفه قال أبو محمد تعرف جودة الدينار يالقياس إلى غيره فان تخلف عنه في الحمرة والصفاء علم انه مغشوش ويعلم جنس الجوهر بالقياس إلى يره فان خالفه بالماء والصلابة علم انه زجاج ويقاس صحة الحديث بعدالة ناقليه وان يكون كلاما يصلح ان يكون من كلام النبوة ويعلم سقمه وانكاره بتفرد من لم تصح عدالته بروايته والله اعلم حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج بحديث زياد بن الحسن بن فرات القزاز نحو أربعين حديثا حدثنا عبد الرحمن قال فسمعت أبي يقول سبعة عشر حديثا من هذا خطأ وغلط من ذلك حديث قد حدثنا به أبو سعيد الأشج عن زياد بن الحسن بن فرات القزاز عن أبيه عن جده عن عدى بن عدى الكندي وحديث آخر عن زياد بن الحسن عن أبيه عن جده عن التميمي عن بن عباس ومن ذلك زياد بن الحسن عن أبيه عن إسحاق عن الحارث عن على ثلاثة أحاديث ومن ذلك زياد بن الحسن عن أبيه عن جده عن الشعبي ومن ذلك زياد بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن الأسود ومن ذلك عن أبيه عن جده عن أبي الأحوص ومن ذلك عن أبيه عن جده عن عمرو بن ميمون وعمرو بن شراحيل ومن ذلك عن أبيه عن
جده عن أبي ميسرة ومن ذلك عن أبيه عن جده عن الأسود بن يزيد ومن ذلك عن أبيه عن جده عن الضحاك بن مزاحم ومن ذلك عن أبيه عن جده عن إبراهيم بن ييزيد وعلقمة ومن ذلك عن أبيه عن جده عن ناجية بن كعب ومن ذلك عن أبيه عن جده عن الأسود بن هلال ومن ذلك عن أبيه عن جده عن هبيرة بن يريم حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي رحمه الله يقول كل هذه الأحاديث ليس من حديث فرات القزاز لم يرو فرات عن هؤلاء المشيخة إنما هذه أحاديث أبي إسحاق الهمداني عن هؤلاء المشيخة ولا اعلم فرات القزاز روى عن أحد منهم شيئا ولا ادركهم وقد سمع فرات القزاز من أبي الطفيل ومن سعيد بن جبير ومن أبي حازم سلمان الأشجعي ومن قيس فهذه الأحاديث عنهم صحيحة من حديث فرات القزاز قلت فما قولك في الحسن بن فرات قال منكر الحديث حدثنا عبد الرحمن قال سمعنا من محمد بن عزيز الأيلي الجزء السادس من مشايخ عقيل فنظر أبي في كتابي فأخذ القلم فعلم على أربعة وعشرين حديثا خمسة عشر حديثا منها متصلة بعضها ببعض وتسعة أحاديث في آخر الجزء متصلة فسمعته يقول ليس هذه الأحاديث من حديث عقيل عن هؤلاء المشيخة إنما ذلك من حديث محمد بن إسحاق عن هؤلاء المشيخة ونظر إلى أحاديث عن عقيل عن الزهرى وعقيل عن يحيى بن أبي كثير وعقيل عن عمرو بن شعيب ومكحول وعقيل
عن أسامة بن زيد الليثي فقال هذه الأحاديث كلها من حديث الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير والأوزاعي عن نافع والأوزاعي عن أسامة بن زيد والأوزاعي عنه مكحول وان عقيلا لم يسمع من هؤلاء المشيخة هذه الأحاديث حدثنا عبد الرحمن قال وحضرت أحمد بن سنان وقد حدثنا عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن أبي بردة عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عطس فقيل له يرحمك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يهديكم الله ويصلح بالكم فقال أبي لأحمد بن سنان إنما هو عن أبي حمزة عن أبي بردة فأبى ان يقبل ثم صار أبي إلى محمد بن عبادة فسأله ان يخرج له حديث يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة فأخرج كتابه فإذا هو حماد بن سلمة عن أبي حمزة كما قال أبي فكتبنا عن بن عبادة هذا الحديث ثم أخبر أبي ابنى أحمد بن سنان بأنه وجد في كتاب بن عبادة عن يزيد عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة كما قال أبي فتحيرا وقالا ننظر في الأصل فلما كان الغد حملوا إلى أبي أصل أحمد بن سنان عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة معجما على الحاء والزاى كما قال أبي وقالا وقع الغلط في التحويل فحدثنا أحمد بن سنان من الرأس عن يزيد عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن أبي بردة عن أبي موسى كما قال أبي واعتذروا من ذلك حدثنا عبد الرحمن قال حضرت أبي رحمه الله وحضره عبد الرحمن
بن خراش البغدادي فجرى بينهما ذكر حديث أنس بن مالك سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر فقال هو نهر اعطانيه الله عز وجل في الجنة أبيض من اللبن واحلى من العسل الحديث فقال أبي رواه أبو أويس عن الزهرى عن أخيه عبد الله بن مسلم عن أنس فقال عبد الرحمن بن خراش ليس فيه الزهرى إنما يرويه أبو أويس عن بن اخى الزهرى عن أبيه عن أنس فقال أبي روى أبو أويس عن كليهما هذا الحديث روى عن الزهرى عن عبد الله بن مسلم عن أنس وعن بن اخى الزهرى عن أبيه عن أنس حدثنا به أحمد بن صالح عن إسماعيل بن أبي أويس عن الزهرى عن أخيه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه عن بن اخى الزهرى عن أنس ثم قال لي يا عبد الرحمن أخرج حديث أحمد بن صالح ما سمعناه بأنطاكية فأخرجت الكتاب فأملى على الناس الحديثين جميعا عن أحمد بن صالح عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه كما حكاه وقال ما نظرت في هذا منذ يوم سمعت من أحمد بن صالح فحمل الناس على عبد الرحمن بن خراش فجعلوا يوبخونه فاستغفرالله عز وجل من ساعته قال أبو محمد ثم قضى لي الخروج إلى الحج فسمعت هذين الحديثين بهمذان حدثنا بهما حمويه بن ابرك قال نا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني أبي قال بن شهاب ان اخاه عبد الله أخبره ان أنس بن مالك أخبره ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر فذكر الحديث حدثنا عبد الرحمن نا حمويه نا بن أبي أويس قال حدثني أبي عن بن اخى الزهرى محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء.